حوارات محمود البدوى
فى
القصـة القصيرة
بقلم : على عبد اللطيف
و ليلى محمود البدوى
القصة القصيرة الناضجة هى التى تجذبك من سطورها الثلاثة الأولى ، وهى التى تعيد قراءتها مرة ومرات من غير ملل ، فنحن الآن نقرأ تشيكوف للمرة الألف ولانكاد نمـل منـه .
ولابد من الصدق ، لأن الصدق هو الشىء الوحيد الذى يعيش .
القصة القصيرة فى نظر البدوى
فى
القصـة القصيرة
بقلم : على عبد اللطيف
و ليلى محمود البدوى
القصة القصيرة الناضجة هى التى تجذبك من سطورها الثلاثة الأولى ، وهى التى تعيد قراءتها مرة ومرات من غير ملل ، فنحن الآن نقرأ تشيكوف للمرة الألف ولانكاد نمـل منـه .
ولابد من الصدق ، لأن الصدق هو الشىء الوحيد الذى يعيش .
القصة القصيرة فى نظر البدوى
" ملمح إنسانى يجتمع فيها روح الجذب والكفاية الذاتية ، تقرأها وتكتفى بها كما تكتفى برواية طويلة .
إن القصة القصيرة إذا كتبتها بروحانية وجاذبية وخلقت منها شيئا حيا يتحرك فإنها تغنى عن الرواية "
" القصة يجب أن يكون فيها روح ، ويجب أن تكون لحظة التنوير فيها واضحة ، ويجب أن تتمتع القصة بخاصية التركيز ، وأن يبتعد كاتبها عن الاستطراد أو الاسهاب وكثرة الوصف ، وتجب ألا أقرأ القصة الجديدة فلا أكاد أميز بينها وبين المقالة .
والمبادىء والمواصفات التى يدعو اليها أساتذة الأدب فى الجامعات يجب ألا تسيطر على ذهن الفنان وهو يكتب .
وهناك أستاذ جامعى وضع للقصة القصيرة 18 قاعدة ولكنه لم يكتب قصة قصيرة واحدة ناجحة ، لأن القاعدة كانت فى رأسه وهو يكتب .
البدوى والقصة القصيرة
لم يدرس البدوى قواعد القصة القصيرة على يد أحد ، ولكن قرأ فيها ، وترجم لأساتذة القصة القصيرة فى الغرب ، وترجم لتشيكوف وموبسان وجوركى فى السنوات الأولى من صدور مجلة الرسالة عام 1933، ومن هؤلاء الأساتذة تعلم الشكل " الفورم " و يميـل إلى الواقع ولا يكتب من فراغ ، بل إنه يكتب من صميم الواقع .
ويقول " لا أكتب القصة للفلسفة ، ولا لأنشر مذهبا اجتماعيا معينا ، إنما أكتب بوحى السليقة ، والإحساس بالقيم الأخلاقية متمكن منى لأقصى حد ، وليس معنى ذلك أننى واعظ أو أرتقى المنابر ، أبدا إنما معناه أننى أصور الناس بخيرهم وشرهم .
وفى كل قصصى أسعى إلى الحقيقة والجمال .. وأكره القبح فى كل مظاهره .. القبح فى الشكل .. القبح فى الطباع .. وليست هناك مبالغة أن كل أنثى فى قصصى جميلة ، فهى جميلة أولا ..
ولا أكون مغرورا إذا قلت لك أننى أحببت القصة القصيرة وطورتها .. وأنا أركز على الشخص الواحد لأبرز للقارىء جميع طباعه ، وليكون أسهل عند القارىء للفهم ، ولا أنكر عنصر التشويق فى قصصى ، وبعض الأحيان الإثارة .
وأظن أن من يقرأ لى أول قصة كتبتها فى حياتى كمن يقرأ لى الآن آخر قصة .. فأنا أعالج فى قصصى صنفا معينا من البشر .. أكتب عن الناس المظلومين فى الحياة .. دائما أكتب عن هؤلاء الناس ..
وما أعبر عنه فى القصة الطويلة بالتطويل والإفاضة ، أستطيع أن أعبر عنه فى القصة القصيرة بتركيز وايجاز ..
وأعتبر أن ما يكتبه الأديب فى القصة القصيرة يمكن أن يكون كافيا وضامنا لرواية طويلة من الف صفحة .. وكل ما يستطيع أن يقدمـه من أفكار ، يقدمه فى القصة القصيرة وهى تغنيه عن كتابة الرواية .
التفرغ للقصة
كان البدوى يعالج فى قصصه صنفا معينا من البشر .. فقد كان يكتب دائما عن هؤلاء الناس المظلومين فى الحياة ، ولا يكتب من فراغ وإنما يكتب من الواقع وعن الناس الذين عاشرهم وعاش معهم .
وكان لايسطر القصة على الورق إلا بعد أن تكون قد نضجت تماما فى رأسه واكتملت بكل حوادثها وشخصياتها ، ويجد مشقة فى اختيار الأسماء .. والاسم عنده يجب أن يكون مطابقا للشخصية ، فلا يسمى مثلا قاطع طريق مختار .. أو رؤوف .. أو لطفى .
ويقول " أخترت هذا الطريق لنفسى .. رغم مافيه من متاعب ومشقة .. لا أحب أن أغيره .. أشعر بعد كتابة القصة براحة وجدانية لامثيل لها .. رغم مالاقيته فى حياتى من صعاب ومشقة بسبب الأدب والتفرغ للقصة .. فأشعر فى أعماق نفسى بالرضا والقناعة .."
حصاد السنين
يقول البدوى " لم أفكر اطلاقا وأنا أكتب لافى خلود ولا فى ذكرى ولا فى أى شىء من أحلام اليقظة .. لكن أعتبر أننى حققت بجهدى المتواضع شيئا .. لابد أن يعيش ما عاش الأدب فى محيطنا العربى ..
والشىء الذى يسعدنى أكثر .. أنه رغم أن كل وسائل الاعلام أغفلتنى عن عمد وقصد .. وكل النقاد الذين تخصصوا فى هذا النوع من النقد .. رغن أنهم أغفلونى عن عمد .. وأن بعض المحررين فى الصفحة عندما كان يرد اسمى على لسان غيرى كقصاص كانوا يحذفونه .. رغم كل هذا فإنى وكما قلت حققت لنفسى ما سيعيش ماعاش الأدب فى الساحة العربية .. ليس كل الكتب .. ولكن القليل من هذه الكتب يكفينى .. كما يكفى ديستوفسكى أنه كتب بستان الكرز .. والجاحظ أنه كتب البخلاء .. وابن المقفع أنه كتب كليلة ودمنه .. والأصفهانى أنه كتب الأغانى .. كل هذه الكتب فيها الصدق والحياة .. وبالحياة والصدق عاشت " .
============
حوارات محمود البدوى المنشورة والتى استعان بها الكاتبين
• ص . القاهرة 1411986
• ص . الأخبار 1921986
• ص . الأهرام 2011986
• ص . الشرق الأوسط 791984
• ص . الأنوار 531978
• ص . الرياض 7101984
• ص . أخبار اليوم 2731986
• م . الكواكب 26111985
• م . فصول ـ المجلد الثانى ـ العدد الرابع يوليو وأغسطس وسبتمبر 1982
==============================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق